الميدان الرياضي : ناصر الجوهر.. مدرب دفع ثمن تفاؤله في مونديال 2002
التاريخ : 2018-05-28

ناصر الجوهر.. مدرب دفع ثمن تفاؤله في مونديال 2002

بعد نجاحه في قيادة المنتخب السعودي إلى نهائي كأس أمم آسيا 2000، والخسارة أمام اليابان بهدف نظيف، منح الاتحاد السعودي لكرة القدم، المدرب الوطني ناصر الجوهر، الثقة لقيادة "الأخضر" في مشوار تصفيات مونديال 2002 بكوريا واليابان.

المهمة لم تكن سهلة، فالمنتخب السعودي ليس من المعتاد أن يقوده مدرب محلي في منافسات قوية، إلا أن المستوى الذي ظهر به الأخضر مع الجوهر، في كأس آسيا بلبنان، بعد صدمة الخسارة في الافتتاح أمام اليابان 4-1 وإقالة التشيكي ماتشالا، أقنع الشارع الرياضي السعودي بقدرة المدرب على النجاح.

مشوار رائع

خلال الدور الأول من التصفيات سارت الأمور بشكل رائع، 6 انتصارات في 6 مباريات، شهدت تسجيل 30 هدفًا سعوديًا وبشباك عذراء، والأمور مستقرة تمامًا بالنسبة للمدرب الوطني، سواء على المستوى الجماهيري أو الإعلامي.

مع بداية الدور الثاني كانت المجموعة أقوى من نظيرتها بالدور الأول، وبدا المنتخب السعودي في بداية مشواره مهتزًا، بعد أن تعادل أمام البحرين في الرياض بهدف لمثله، قبل الخسارة بهدفين نظيفين من إيران في طهران.

وقتها بدأت الأصوات المعارضة تظهر، الجميع يخشى من عدم التأهل إلى المونديال بعد مشاركتين متتاليتين، لكن لحسن الحظ نجح عبيد الدوسري في انتزاع فوز صعب من العراق في المنامة، ليمهّد إلى انتصارين متتاليين لاحقًا على تايلاند والبحرين.

 

وفي المنعطف الأخطر، عبر الأخضر بسلام إلى المونديال بالتعادل مع إيران 2-2 في جدة، قبل ختام مهمته بفوزين على العراق في عمّان، ثم تايلاند الرياض.

تحضيرات مطمئنة

 

الآن أنجز الجوهر خطوة التأهل، وبدأ التحضير للمهمة الأصعب في كوريا واليابان، بعد أن أوقعته القرعة في مجموعة صعبة، جنبًا إلى جنب منتخبات ألمانيا وأيرلندا والكاميرون.

برنامج التحضير للمونديال تضمن مباريات ودية، إلى جانب بطولة كأس الخليج في الرياض، ومرة أخرى أثبت الجوهر جدارته بقيادة "الأخضر" في المونديال، بعد أن نجح في التتويج بلقب الخليج على حساب قطر.

وخلال الاستعدادات الأخيرة قبل السفر إلى أقصى شرق آسيا، لعب المنتخب السعودي 6 مباريات ودية قوية، ظهر فيها بشكل مطمئن، بعد أن خسر بصعوبة أمام البرازيل والدنمارك 1-0، وفاز على جنوب إفريقيا 1-0، والسنغال وأوروجواي 3-2، وخسر بهدفين أمام إستونيا.

كارثة
 

في الأول من يونيو كان الموعد مع مواجهة الألمان، حينها خرجت تصريحات شديدة التفاؤل من جانب الجوهر الذي أكد أنه لا يخشى منافسه، معلنًا جاهزية الأخضر لمواجهة منتخب الماكينات.

واتضحت تلك الثقة الكبيرة، من خلال التشكيل الذي دفع به الجوهر في المواجهة، بوجود محمد نور ونواف التمياط خلف ثنائي هجومي مكون من سامي الجابر والحسن اليامي، لكن النتيجة مع دخول اللاعبين إلى غرف الملابس بين الشوطين، كانت تشير لتقدم ألمانيا برباعية بيضاء.

حاول الجوهر تدارك الأمر مع انطلاقة الشوط الثاني، حين دفع بعبد العزيز الخثران وإبراهيم سويد، بدلًا من خميس العويران ونواف التمياط، وبالفعل تماسك الأخضر قليلًا، ونجح في الحفاظ على مرماه حتى الدقيقة 70، حين سجل ميروسلاف كلوزة هدفه الثالث في مرمى الدعيع، وبعدها بـ3 دقائق أحرز توماس لينكه سادس الأهداف.

ورغم السداسية، لجأ الجوهر إلى تنشيط خط هجومه، بإشراك عبد الله الجمعان بدلًا من الجابر، واستمر المنتخب السعودي على هيئته الكارثية، حتى تلقى هدفين آخرين، لتنهي المباراة بنتيجة صادمة قوامها ثمانية أهداف نظيفة.

يقول الجوهر عن تلك الهزيمة: "كانت أسوأ مباراة في حياتي الرياضية، هُزمنا بالثمانية في ظروف خاصة، لكن الأرجنتين أيضًا في تصفيات مونديال 2010 خسرت بالستة أمام بوليفيا، وبعدها ذهبت لكأس العالم وخسرت برباعية ضد ألمانيا، وبذلك تعرضت لهزيمة 10-0، ولو كنت أنا من خسر بهذا الشكل في التصفيات، لم أكن لأبقى في منصبي حتى كأس العالم".

تغييرات جريئة
 

في المباراة الثانية أمام الكاميرون، اتخذ الجوهر قرارًا جريئًا بإدخال 5 عناصر جديدة على التشكيل، في مغامرة ليس من السهل أن يقدم عليها أي مدرب، إلا أن أحداث المباراة أكدت نجاحها، إذ كان الأخضر في طريقه لإحراز هدف في أكثر من لقطة لم يكن فيها التوفيق حليفه، مثلما كان حليفًا لصامويل إيتو مهاجم "الأسود" الذي انتزع الفوز لمنتخب بلاده، بهدف في الدقيقة 66، معلنًا انتهاء حظوظ المنتخب السعودي رسميًا في التأهل للدور التالي.

تفاؤل في غير محله

أمام المنتخب الأيرلندي، اعتمد الجوهر على التشكيل ذاته الذي دفع به أمام الكاميرون، باستثناء عودة الحسن اليامي وخميس العويران، بدلًا من عبيد الدوسري وعبد الله الواكد، مع ذلك لم تنجح التشكيلة من جديد، وخسر "الأخضر" بثلاثية كين وبرين وداف.

خسارة المنتخب السعودي مبارياته الثلاث، وقبوله 12 هدفًا، وعدم تسجيله أي أهداف، لم يُفقد الجوهر تفاؤله، إذ صرح بعدها بأنه سيستمر في تدريب المنتخب السعودي، مطالبًا بعدم مقارنة نتائجه تلك، بإنجاز الأخضر في مونديال 1994، بحجة أن الكرة تطورت كثيرًا خلال آخر 8 سنوات.

الخبر الجديد في الأيام التالية، كان الاستغناء عن الجوهر، والتعاقد مع الهولندي جيرهارد فاندرليم.

عدد المشاهدات : [ 7659 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .